الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتغاير بين بني البشرعموما وبين النساء خصوصا أمر عمت به البلوى، وقل أن يفلت منه أحد. إلا أنه ينقسم إلى قسمين، قسم مذموم يلام عليه صاحبه ويأثم، وقسم لا إثم فيه ولا لوم، فإن وجد الإنسان الغيرة من نفسه فكتمها وأخفاها ولم تحمله غيرته على الظلم أو التعدي فلا حرج عليه من ذلك، فإذا حملته الغيرة على التنافس المحمود في فعل الخير والرقي بالنفس فإنه يحمد على ذلك.
أما من تحمله الغيرة على ظلم الغير وبغضه والسعي في انتقاصه وتحقيره فإنه آثم ولا شك، لأن هذا هو الحسد المحرم، وقد سبق بيان حقيقة الحسد وخطره في الفتوى رقم: 73932.
وبينا علاج هذا النوع المذموم من الغيرة في الفتوى رقم:5557.
والله أعلم.