الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لك صلاة الظهر قبل دخول وقتها بحال، ووقت الظهر يبدأ بزوال الشمس، فمن صلى الظهر قبل هذا الوقت لم تصح صلاته ووجب عليه إعادتها، قال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله: الصلاة قبل وقتها لا تجزىء حتى ولو كانت قبل الوقت بدقيقة واحدة ولو كبر للإحرام قبل الوقت فإنه لا تصح الصلاة، لأن الله تعالى يقول: إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا.
يعني موقتاً محدداً فلا تصح الصلاة قبل وقتها وعلى هذا فيجب عليك إعادة الصلاة التي صليتها قبل الوقت بخمس دقائق. انتهى.
بل الصلاة قبل وقتها عمداً معصية لله عز وجل، قال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله: والصلاة لا تصح قبل الوقت بإجماع المسلمين، فإن صلى قبل الوقت فإن كان معتمداً فصلاته باطلة، ولا يسلم من الإثم، وإن كان غير متعمد لظنه أن الوقت قد دخل، فليس بآثم، وتعتبر صلاته نفلاً، ولكن عليه الإعادة، لأن من شروط الصلاة الوقت. انتهى.
قال ابن رشد في بداية المجتهد: اتفقوا على أن أول وقت الظهر الذي لا تجوز قبله هو الزوال، إلا خلافاً شاذاً روي عن ابن عباس. انتهى.
وقال النووي في شرح المهذب: فأجمعت الأمة على أن أول وقت الظهر زوال الشمس، نقل الإجماع فيه خلائق ويدخل الوقت بالزوال الذي يظهر لنا، فلو شرع في تكبيرة الإحرام بالظهر قبل ظهور الزوال ثم ظهرعقبها أو في أثنائها لم تصح الظهر. انتهى.
وبهذا يتبين لك أن ما تفعله من صلاة الظهر قبل وقتها بخمس دقائق خطأ بين، وأن الواجب عليك أن تعيد كل الصلوات التي صليتها على هذه الصفة، والواجب عليك فيما يستقبل ألا تصلي الظهر إلا بعد دخول وقتها، وعليك أن تبحث عن الطريقة التي تمكنك من أداء الصلاة في وقتها، وقد أثنى الله على الصالحين من عباده بقوله تعالى: رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ {النور:37}.
ولكن إن كان لك عذر يبيح الجمع بين الصلاتين جاز لك تأخير الظهر لتصليها مع العصر في وقتها، وقد بينا الحالات التي يجوز فيها الجمع بين الصلاتين في الفتوى رقم: 6846.
وأما إن لم تستطع أداء الصلاة في وقتها ولم تكن ممن يجوز له الجمع بين الصلاتين فعليك أن تترك هذا العمل وتبحث عن عمل آخر لا يتعارض مع أداء الصلاة في وقتها، وثق أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.