الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الوساوس بلاء وشر مستطير وهي من كيد الشيطان لإغواء الإنسان، روى الإمام أحمد وأبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء، لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة.
وهذا الحديث يدل على أنه يجب على المسلم مدافعة هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها، وإذا قام المسلم بمدافعتها ولم يترتب عليها قول أو عمل فإنها لا تضره، بل كان رفضه لها علامة خير فيه، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم قال: ذاك صريح الإيمان.
وبما أن هذا الشاب قد ذكر أنه يخشى العذاب وأنه لا يريد الحيدة عن الإسلام، فالظاهر من حاله أنه ما زال على الإيمان ولكنه يظن أن مجرد وجود هذه الوساوس في قلبه يؤثر على إيمانه، فعليه أن يعرض عنها كما ذكرنا ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن يقول آمنت بالله، ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم 17066. وأما بالنسبة للوسواس في الطهارة والصلاة، فانظر الفتوى رقم 101633.
ونوصيه بالحرص على ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن ورقية نفسه بالرقية الشرعية عسى الله تعالى أن يشفيه من هذه الوساوس، ولمعرفة المزيد عن طرق علاج الوسواس القهري يمكن مطالعة الفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.