الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس فيما ذكرت اعتراض على قضاء الله سبحانه، بل هو من الأخذ بالأسباب المشروعة لتحقيق مقاصد مشروعة أيضا. وفي صحيحي البخاري ومسلم: إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى فأراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص فقال أي شيء أحب إليك قال: لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس. قال: فمسحه فذهب عنه قذره وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا... إلخ الحديث. وهذا يدل على جواز الدعاء بما ذكر.
وعموما فإن الأخذ بالأسباب المشروعة- والتي من أعظمها الدعاء- لا ينافي الإيمان بالقضاء والقدر، ولا يستلزم الاعتراض عليه؛ لأن الأسباب أيضا من قدر الله تعالى، كما قال عمر رضي الله عنه: نفر من قدر الله إلى قدر الله.
فكما أمرنا الله بالإيمان بالقدر، فقد أمرنا أيضا بالحرص على ما ينفعنا والأخذ بأسباب صلاح المعاش والمعاد. والدعاء من أعظم الأسباب وأنفعها. وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 74830.
وأما عن أثر ذلك على زواجكما فلا تحملي له هما كبيرا، واجتهدي في دعاء الله تعالى أن يجعل لكما في زواجكما سعادة ومودة بينكما، وأن يعينك على حسن التبعل لزوجك وإرضائه وإعفافه.
والله أعلم.