الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمداومة على قراءة سور الأعلى والكافرون والإخلاص في صلاة الوتر من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد في ركعة ركعة، كما ثبت ذلك في كتب السنن.
ولا شك أن طاعة الإنسان لربه ودعائه وذكره له في وقت اليسر ينفعه في حال العسر، وقد ورد في مسند أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعرف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة. صححه الألباني.
ومعنى الحديث: أن الإنسان إذا عمل في حال رخائه أعمالاً خالصة لله عز وجل، فإن الله تعالى يفرج عنه في حال شدته، لكن المداومة على أذكار معينة في أوقات معينة لم يحددها الشارع واتخاذ ذلك سبيلاً للتقرب إلى الله، يدخل في البدع ولو كانت تلك الأذكار ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأن التبعد لله بتخصيصها بوقت معين لم يحدده الشارع يجعلها بدعة، قال الشاطبي ـ رحمه الله ـ في كتاب الاعتصام: ومنها -أي البدعة- التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة.
ولم نعثر على حديث بهذا اللفظ المذكور، ومع ذلك فلا حرج في الدعاء به لكونه كلاماً طيباً لا محذور فيه، لكن لا يعتقد كون ذلك سنة، ولا حرج في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالصيغة المذكورة إلا أن الصيغ المأثورة في السنة أفضل منها، وانظر لذلك الفتويين رقم: 5025، ورقم: 4863.
والله أعلم.