الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أرشد صلى الله عليه وسلم أمته إلى تبادل الهدايا، فقال: تهادوا تحابوا وتذهب الشحناء. رواه مالك في الموطإ. وقال صلى الله عليه وسلم: لو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت. رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: من صنع إليكم معروفاً فكافؤوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أن قد كافأتموه. رواه أحمد.
ولذلك ينبغي للمسلم أن يقبل هدية إخوانه وإذا لم يكن يحتاجها فيمكن أن يهديها لغيره وأن يحملها على الطهارة والسلامة من الأضرار، وخاصة إذا كانوا أقارب أو جيرانا وإذا شك فيها أو خاف منها ضررا فله أن يردها إليهم ويكون ذلك بعد مجاملتهم وشكرهم، حفاظا على الصلة والمودة، فقد نص أهل العلم على جواز رد الهدية وخاصة إذا كان يخشى المنة أو الضرر، كما سبق بيانه في الفتوى: 73422.
ولذلك فالذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى هو حسن الظن بإخوانك وإذا كنت تخافين أو تظنين ظنا قويا أن في هداياهم ضررا عليك، فلا تقبليها ورديها إليهم ردا جميلا، فإنه لا ضرر ولا ضرار، وإضاعة المال لا تجوز وحتى لا تكون لهم عليك منة أو تلزمك المكافأة لهم على شيء لم تنتفعي به، فإن الحل: عدم أخذ ما يظن أن فيه ضررا لكن لا بد أن يكون هذا الظن قويا ومستندا لأسباب موضوعية فلا يجوز أن يكون مجرد أوهام وواساوس
نسال الله تعالى أن يؤلف بين قلوب المسلمين ويصلح ذات بينهم.
والله أعلم.