الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المجموعات البريدية المنتشرة عبر الإنترنت تضم أخلاطاً من الناس مختلفي المشارب والأهواء، وفيهم الصالح والطالح، وإن المشترك في هذه المجموعات يجعل بريده الإلكتروني الخاص مفتوحاً دائماً لاستقبال أي رسالة يرسلها له أي مشترك آخر معه في نفس المجموعة البريدية، مما يجعله هدفاً سهلاً لتلقي النفايات والبلايا التي تفسد عليه دينه وآخرته، فقد تبين يقيناً أن هناك من يستغل هذه الخدمة في نشر الفاحشة بالصوت والصورة بين المسلمين، وأن هناك من يرسل إليهم فيروسات تدمر المعلومات التي على أجهزتهم الشخصية، فضلاً عن اختراقها والعبث بمحتوياتها، نعم هناك من يستغل هذه الخدمة المجانية في الدعوة إلى الله تعالى والدلالة على الخير والتذكير بمواسم الطاعات ونحو ذلك، لكن ما لم يكن في مأمن من هذه المفاسد فإن هذه الفوائد لا تقارن بالمفاسد التي يجرها الاشتراك في تلك المجموعات، والقاعدة أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
وإن كان الله تعالى قد عصمك في المرات السابقة من مطالعة الرسائل الفاجرة، فإن الشيطان قد يغويك في المستقبل ويزين لك مشاهدة الحرام.
والذي ننصحك به هو أن تقطع اشتراكك في تلك المجموعة البريدية من باب حسم المادة، فإن السلامة لا يعدلها شيء، والحازم لا يغرر بدينه. وفي المقابل يمكنك الحصول على رسائل دعوية وفوائد شرعية -بصفة دورية- من خلال الاشتراك في خدمة (القوائم البريدية) التي تقدمها المواقع الإسلامية الموثوقة مثل موقعنا الشبكة الإسلامية، وموقع طريق الإسلام، وموقع صيد الفوائد.
والله أعلم.