الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا ندري مقصودك بالزنا الأصغر على وجه التحديد، فإن كنت تقصد به مقدمات الزنا من تقبيل ولمس ونحو ذلك فالواجب عليك أن تستغفر الله سبحانه وتتوب إليه وتصدق في توبتك، ولن يتحقق كمال ذلك إلا بقطع العلاقة غير الشرعية بهذه الفتاة. فإن كنت تريد خطبتها فأت البيوت من أبوابها واذهب إلى وليها واخطبها منه، فإن وافقت الفتاة ووافق وليها فأتموا الزواج على بركة الله، وإن رفضت هي أو وليها فانصرف عنها وابحث عن غيرها من ذوات الدين والخلق. أما عن كفارة هذا الفعل فتتلخص في صدق التوبة إلى الله سبحانه، ثم الإكثار من الأعمال الصالحة فإنها سبب في تكفير السيئات , قال تعالى: وأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ. {هود:114}. وفي صحيح الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. حسنه الألباني. واعلم أن مثل هذه الأمور لا حد فيها وإنما فيها التعزير من السلطان إن اطلع عليها. وعلى هذه الفتاة أن تعلم أن في زواجها منك خيرا كثير إن كنت أنت وهي قد تبتما توبة نصوحا، فعليها أن تحذر من أن يستزلها الشيطان فيهون عليها الحرام ويحول بينها وبين الحلال بذارئع واهية. والله أعلم.