الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فغضبك هذا في غير موضعه قطعاً، وغيرتك هذه غير محمودة لك، لأن الطفل في هذه السن لم يبلغ مبلغ التمييز وهو أبعد ما يكون عن التفطن لأمور الشهوة وما يريده الرجال من النساء، وقد أباح الله سبحانه للمرأة أن تظهر زينتها أمام الأطفال الذين لم يبلغوا أن يتفطنوا لعورات النساء ومفاتنهن، فقال سبحانه: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء {النور:31}.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء. يعني: لصغرهم لا يفهمون أحوال النساء وعوراتهن من كلامهن الرخيم، وتعطفهن في المشية وحركاتهن، فإذا كان الطفل صغيراً لا يفهم ذلك، فلا بأس بدخوله على النساء، فأما إن كان مراهقاً أو قريباً منه، بحيث يعرف ذلك ويدريه، ويفرق بين الشوهاء والحسناء، فلا يمكن من الدخول على النساء. انتهى.
واحذر أن تتحدث مع زوجتك في هذا فتفتح للشيطان أبواب النزغ بينكما، ولن تجد أحداً من الناس يوافقك على رأيك هذا، بل ستجد الناس ما بين ذام لك ومنكر عليك، واعلم أن الغيرة في غير موضعها مما يبغضه الله سبحانه، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 118777 ففيها بيان الفرق بين الغيرة الممدوحة والمذمومة.
والله أعلم.