الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما الحديث المذكور فلا شك في أنه كذب مختلق موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تحل روايته إلا مع بيان أنه كذب، ولا يجوز نشره بين المسلمين، بل تعمد نشر مثل هذا يعرض صاحبه للوعيد الشديد المبين، في مثل قوله صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. متفق عليه.
وأما ما يجب عليك، فاعلم أن العلماء اختلفوا في من ترك الصلاة عمدا هل يلزمه القضاء أو لا؟ والمفتى به عندنا هو لزوم القضاء وهو قول الجمهور خلافا لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ومن وافقه، وذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: فدين الله أحق أن يقضى. متفق عليه.
وعليه؛ فالواجب عليك أن تبادر بقضاء ما تركته من صلوات، مع التوبة النصوح والاجتهاد في الاستغفار، ولا تقتصر على قضاء يوم مع كل يوم، بل القضاء يلزمك حسب الطاقة بما لا يضر ببدنك أو معاشك، لقوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن: 16}.
وقد بينا كيفية قضاء الفوائت وذكرنا كلام أهل العلم في ذلك، فراجعه للأهمية في الفتوى رقم: 61320، ولا ينبغي أن يصيبك الملل ولا الفتور، فإن شعورك بعظم الذنب ورغبتك في أن يتجاوز الله عنك تهون عليك أمر القضاء وتبعد عنك السآمة والملل، وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه.
والله أعلم.