الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في عظم قدر الصلاة وأنها ركن الإسلام الأعظم بعد الشهادتين، وقد دلت آيات كثيرة في القرآن على أن الصلاة شرعت في حق من قبل النبي صلى الله عليه وسلم من الأنبياء.
كقول عيسى عليه السلام: وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا {مريم 31}.
وقول إبراهيم عليه السلام: رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي { إبراهيم 40}.
ودلت بعض الأحاديث على أن الصلاة شرعت في حق جميع الأنبياء، بحيث لم تخل منها شريعة أحد من الأنبياء، فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنا معشر الأنبياء أمرنا بتعجيل فطرنا وتأخير سحورنا وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة. قال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وقال الألباني في صفة الصلاة: رواه ابن حبان والضياء بسند صحيح.
وهذا بظاهره يدل على أن الأنبياء جميعا من لدن آدم عليه السلام أمروا بما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.