الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي يظهر من سؤالك أنك مبتلى بالوسوسة، ولذا فنحن ننصحك بما لعلنا نصحناك به من قبل وهو الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها.
وأما عن سؤالك، فاعلم أن الوهم لا عبرة به، فمن كثرت وساوسه فأحس أنه قطع العبادة فإنه لا يلتفت لهذا الوهم، وأما من نوى قطع العبادة، فإن كانت نيته تلك بعد الفراغ من العبادة أي بعد التسليم من الصلاة أو تعميم البدن بالماء في الغسل مثلاً، فإن قطعه العبادة لا أثر له في هذه الصورة لأنها قد تمت ووقعت موقعها، وأما إن قطعها قبل تمام العبادة، فإن كانت صلاة بطلت ويلزمه إعاداتها، وإن كانت طهارة لزمه استئناف النية لما بقي من أعضاء الطهارة، وهذا بعض كلام أهل العلم في توضيح ما ذكرناه.
قال السيوطي رحمه الله: نوى قطع الصلاة بعد الفراغ منها، لم تبطل بالإجماع وكذا سائر العبادات وفي الطهارة وجه لأن حكمها باق بعد الفراغ.
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله في الشرح الممتع: قطع نية العبادة بعد فعلها لا يؤثر. انتهى.
وقال الخطيب الشربيني في مغني المحتاج: الرابع: الوضوء لا يبطل بنية الخروج بعد الفراغ على المذهب ولا بالتردد فيه قطعاً.
ولا أثر للوساوس الطارقة للفكر بلا اختيار بأن وقع في فكره أنه لو تردد في الصلاة كيف يكون الحال فقد يقع مثله في الإيمان بالله تعالى.
وقال الشربيني أيضاً في مغني المحتاج: ولو نوى قطع الوضوء انقطعت النية فيعيدها للباقي. انتهى.
وأقوال العلماء في تقرير ما ذكرناه كثيرة جداً.
والله أعلم.