الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لك العافية من هذا الداء العضال الذي تمكن منك واستحكم مصابك به، وما ذكرته في سؤالك مما يؤكد ما ننبه عليه مراراً من أن الوسواس من أخطر الأدواء التي تصيب العبد، وأنه مفسد لدين العبد ودنياه ـ نسأل الله أن يعافي جميع المبتلين ـ ولسنا بحاجة إلى تكرار ما ذكرناه في فتاوى كثيرة، وانظري منها الفتوى رقم: 51601. من أن علاج الوسوسة يكون بالإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فالظاهر أنك تعرفين هذا ولكن تنقصك الإرادة والعزيمة الحقيقية التي تعينك على تعاطي الدواء، فالذي يتعين عليك الآن هو أن تستعيني بالله ـ عز وجل ـ وتجاهدي نفسك مجاهدة حقيقية وتعرضي عن هذا الوسواس تماماً عالمة أنه من تسويل الشيطان وكيده وأنك إذا استجبت له فقد حققت للشيطان بغيته وأنلته مراده.
وليس هذا ما يحبه الله ولا يريده من عبده، فلا يلبس عليك الشيطان أن ما تفعلينه من الورع والخوف من الله والحرص على سلامة العبادة، فالله لا يريد هذا ولا يرضاه، فيتعين عليك الإعراض عن هذه الوساوس، وليس الأمر مستحيلاً ـ وإن كان صعباً ـ فكثير من المرضى بهذا الداء قد عافاهم الله منه حين نصحناهم بهذا واستجابوا للنصح، ولست بأقل منهم وليس لما تعانين منه علاج سوى ما ذكرناه، فإذا أردت أن ترفعي عن نفسك هذه المعاناة فعليك بهذا السبيل، فادخلي الخلاء لتقضي حاجتك فإذا فرغت فقومي مباشرة ولا تستجيبي للوسواس الذي يدعوك للبقاء، وإذا استنجيت فانصرفي ولا تعيدي الاستنجاء ولا تلتفتي إلى ما يتناثر على جسدك أو ثيابك من ماء جازمة أنه ليس بولاً، وإذا قرأت القرآن فاجتهدي في تدبر الآيات واستحضار عظمة الله تعالى، ولا تكرري الآيات لغير حاجة من التدبر والتفكر، وهكذا فافعلي في شؤونك كلها، وعلى هذا النحو فلتمض عباداتك حتى يمن الله عليك بالعافية، وننصحك بمراجعة طبيبة ثقة، كما ننصحك بمراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، وأما فيما يتعلق بنوع الدواء فيمكنك أن تكتبي إلى قسم الاستشارات بموقعنا فستجدين عندهم الفائدة المرجوة ـ إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.