الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقديمًا قالت العرب: الشيء من معدنه لا يُستغرَب.
فحيرة السائل الكريم إنما تكون متجهة إذا كان يزيد من أئمة العدل، وهو ليس كذلك، بل هو من أئمة الظلم والجور والبغي والعسف، ومن فسقة أهل القبلة الذين لا ينبغي الترحم عليهم ولا الدعاء لهم، لأنه فعل أمورًا عظامًا، وكان من أشدها قتل الحسين بن علي -رضي الله عنهما- على يد عامله: عبيد الله بن زياد، عاملهما الله بما يستحقان.
قال الذهبي في ترجمة يزيد من السير: كان ناصبيًا فظًا غليظًا جلفًا يتناول المسكر، ويفعل المنكر، افتتح دولته بمقتل الحسين، واختتمها بواقعة الحرة، فمقته الناس. انتهـى.
وإن كانت ليزيد حسنات، فهي مغمورة في بحور سيئاته، مطمورة في دركات جرائمه، ولا يظلم ربك أحدًا.
ومع ذلك؛ فإننا نكل أمره إلى الله، كما قال الإمام أحمد: يزيد لا نلعنه ولا نحبه، وسأله أبو طالب عن من قال: لعن الله يزيد بن معاوية؟ فقال: لا أتكلم في هذا، الإمساك أحب إلي. انتهـى.
وقد سبق الكلام تفصيلاً عن يزيد وما نسب إليه، في الفتاوى التالية: 4112، 36047، كما سبق لنا ذكر نبذة عن مقتل الحسين بن علي -رضي الله عنهما- في الفتوى: 5568.
والله أعلم.