الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان مقصودك السؤال عن وقت بداية دعاء القنوت هل هو قبل الركوع أو بعده، فإن هذه مسألة خلاف بين أهل العلم، ومذهب الجمهور أن الأولى القنوت بعد الركوع وعليه تدل أكثر الأحاديث، ولكن لو قنت قبل الركوع جاز لثبوته عن بعض الصحابة ووروده في بعض الأحاديث.
قال في حاشية الروض: قال الخطيب: والأحاديث التي فيها القنوت قبل الركوع كلها معلولة. وقال شيخ الإسلام: من الناس من لا يراه إلا قبله، ومنهم من لا يراه إلا بعده، وأما فقهاء الحديث كأحمد وغيره فيجوزون كلا الأمرين لمجيء السنة الصحيحة بهما، وإن اختاروا القنوت بعده لأنه أكثر وأقيس. انتهى.
وأما إن كان مقصودك السؤال عن وقت بداية القنوت من الشهر، ففي هذه المسألة خلاف أيضا، والصحيح إن شاء الله أن القنوت يشرع في جميع السنة، واتفق الفقهاء على مشروعية القنوت في النصف الأخير من رمضان.
قال في حاشية الروض: وعبارة الإقناع وشرحه: ويسن أن يقنت فيها، أي في الركعة الأخيرة من الوتر جميع السنة، وهذا مذهب أبي حنيفة، وقال الوزير: اتفقوا على أن القنوت في الوتر مسنون في النصف الثاني من شهر رمضان إلى آخره، وقال الشيخ: إذا صلى قيام رمضان فإن قنت جميع الشهر، أو نصفه الأخير، أو لم يقنت بحال فحسن، وقال: يخير في دعاء القنوت بين فعله وتركه. انتهى.
وأما سؤالك عن كيفية رفع اليدين في دعاء القنوت فقد أجبنا عنه في الفتوى رقم: 100311، وانظر أيضا الفتوى رقم: 6822.
وأما محل النظر أثناء دعاء القنوت فإن المشروع للمصلي إذا قام في الصلاة أن ينظر إلى موضع سجوده، عند الجمهور. وانظر الفتوى رقم: 55768.
والله أعلم.