الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصحك به ابتداء أن تتوب إلى الله سبحانه وتستغفره لذنبك, فإن الذنوب لها أثر كبير في ضياع الآمال. وقد قال بعض السلف: إن الصالحين إذا فقدوا آمالهم تفقدوا أعمالهم. وما نزل بلاء بالعبد إلا بذنب كسبته يداه، ولا رفع عنه إلى بتوبة منه إلى مولاه.
ثم عليك أن تنصح لزوجتك وتعلمها أن ما تفعله من تمنعها عنك في أمور الاستمتاع غير جائز وأنه من النشوز المحرم. قال النووي في روضة الطالبين: امتناعها عن الوطء والاستمتاع والزفاف بغير عذر نشوز. انتهى.
ونوصيك أن تصبر عليها وتتلطف بها فربما كانت الحياة الزوجية الجديدة ومفارقة أهلها كل ذلك ربما كان أمرا عسيرا عليها ثم لا تلبث بعد ذلك أن تألفه, فاصبر عليها – رحمك الله صبرا جميلا - فإن استمرت على ما هي عليه من النشوز ومنع الاستمتاع, فاسلك معها مراتب علاج النشوز المبينة في الفتوى رقم: 1103.
فإن لم يجد هذا وعلمت أنها تبغض البقاء معك فالأولى أن تطلقها؛ إذ لا خير للرجل في البقاء مع امرأة تكره البقاء معه.
جاء في الروض المربع شرح زاد المستنقع: ويستحب للضرر، أي لتضررها باستدامة النكاح في حال الشقاق وحال تحوج المرأة إلى المخالعة ليزول عنها الضرر. انتهى.
وجاء في الكافي لابن قدامة وهو يذكر أنواع الطلاق .......ومستحب وهو : عند تضرر المرأة بالنكاح إما لبغضه أو غيره فيستحب إزالة الضر عنها. انتهى.
ويجوز لك حينئذ أن تعضلها وتمتنع عن طلاقها حتى تفتدي منك كما بيناه في الفتوى رقم: 76251.
والله أعلم.