الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيقول تعالى: وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا. {الطلاق:12}. فدلت الآية على شمول علمه الأزلي الأبدي لما كان وما سيكون كليا وجزئيا.
وقال تعالى: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ. {ق:18} وقد حاول بعض العلماء تلمس الحكمة في توكيل الملائكة بكتابة أعمال العباد مع أن الله جل وعلا يعلمها.
وقد جمع الفخر الرازي في تفسيره بعض ما قيل في ذلك فقال: ذكروا في فائدة جعل الملائكة موكلين على بني آدم وجوهاً:
الأول: أن المكلف إذا علم أن الملائكة موكلون به يحصون عليه أعماله ويكتبونها في صحائف تعرض على رؤوس الأشهاد في مواقف القيامة كان ذلك أزجر له عن القبائح.
الثاني: يحتمل في الكتابة أن يكون الفائدة فيها أن توزن تلك الصحائف يوم القيامة لأن وزن الأعمال غير ممكن أما وزن الصحائف فممكن.
الثالث: يفعل الله ما يشاء ويحكم ما يريد ويجب علينا الإيمان بكل ما ورد به الشرع سواء عقلنا الوجه فيه أو لم نعقل.
وفي التفسير المنير للدكتور وهبة الزحيلي وجه رابع وهو: الإتيان بدليل مادي محسوس لإقامة الحجة على الإنسان.
والله أعلم.