الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعلاقة بين الزوجين ينبغي أن تقوم على المودة وحسن العشرة والتفاهم، وذلك إنّما يكون في بيت تقام فيه حدود الله، ويخشى كل من الزوجين ربّه ويسعى لمرضاته، فالذي ننصحك به أن تعاشر زوجتك بالمعروف وتتعامل معها بالحكمة، والحكمة: هي وضع الشيء في موضعه، فينبغي أن يكون الرفق في موضعه والشدة في موضعها دون إفراط أو تفريط، مع مراعاة طبيعة المرأة التي وصفها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَىْءٍ فِى الضِّلَعِ أَعْلاَهُ إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا. متفق عليه.
واعلم أنّ الواجب عليك أن تنفق على زوجتك بالمعروف، فعن عمرو بن الأحوص ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن و طعامهن. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
و ما زاد عن حاجة زوجتك في النفقة بالمعروف فلا يجب عليك، لكن كلما أحسنت إلى زوجتك في النفقة فهو من الإحسان الذي تؤجر عليه، بشرط أن تجتنب الإسراف، وحد الإسراف يختلف باختلاف حال الإنسان من الغنى والفقر، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 17775.
والله أعلم.