الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن ذكرنا في العديد من الفتاوى أنه لا يحسن بالفتاة أن تكثر من رد الخطاب لأن هذا قد يؤدي إلى تأخر زواجها ورغبة الناس عنها إذا علموا ذلك من حالها, وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 118854،
ولكن على كل حال فإن الأمور بيد الله وحده وكل شيء يجري بقضائه وتقديره، وقضاؤه لعبده المؤمن هو الخير دائما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير و ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر وكان خيرا له و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم وغيره، ولعل أمرا يكرهه الإنسان ويحزن لحدوثه وهو في الحقيقة محض الخير له، قال الله سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
يقول ابن القيم: فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب والمحبوب قد يأتي بالمكروه، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة، لعدم علمه بالعواقب، فإن الله يعلم منها مالا يعلمه العبد. انتهى.
فاصبري لحكم ربك واجعلي أساس اختيارك هو الدين والخلق فإذا تقدم لك صاحب الدين والخلق فبادري إلى الاستخارة ثم وافقي على الزواج منه.
والله أعلم.