الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجواز الجمع بين الصلاتين للمعذور بالسلس ونحوه كالمعذور بانفلات الريح هو مذهب الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ وقد رجحنا هذا القول وأفتينا به في فتاوى كثيرة، وانظري منها الفتوى رقم: 49872.
فإذا كنت تقصدين الجمع بين الصلاتين مشتركتي الوقت وقد أخذت بهذا القول وعملت بهذه الفتوى التي هي مذهب إمام من الأئمة المتبوعين وأفتاك بها من تثقين بفتواه من أهل العلم، فليس عليك جناح في ذلك، ولا يلزمك إعادة شيء من الصلوات التي صليتها على هذا الوجه، وإن كان الأحوط ـ بلا شك ـ هو العمل بقول الجمهور وترك الجمع في هذه الحال خروجا من الخلاف، فعليك أن تتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلين بوضوئك ذاك الفرض وما شئت من النوافل، ونحب أن ننصحك بالإعراض عن الوساوس وطرحها جملة، فلماذا تستغرقين في الوضوء وقتا طويلا؟ وما سر هذه المعاناة التي تصفينها؟ إننا لا نجد لهذا ما يسوغه، بل الأمر أيسر من ذلك بكثير، فإذا كنت مصابة بانفلات الريح على ما ذكرت، فما عليك إلا أن تتوضئي بعد دخول الوقت وضوءا طبيعيا ولا يضرك ما خرج منك في أثناء الوضوء ولا بعده، حتى يدخل وقت الصلاة الأخرى، وهذا من تيسير الله على عباده ورفعه الحرج عنهم، فلا يليق بنا أن نشق على أنفسنا ونشدد عليها وقد جعل الله في الأمر سعة ويسرا، هذا وقد بينا الضابط الذي يتميز به المصاب بالسلس ونحوه في الفتوى رقم: 119395. فانظريها للفائدة.
والله أعلم.