الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن التبرج إثم عظيم، وقد جاء الوعيد الشديد لمن تفعل ذلك كما بيناه في الفتوى رقم: 115873.
وهذه المعصية لها أسباب متعددة تساعد عليها ومنها:
1- اتباع العادات, فإن الفتاة التي تنشأ في أسرة غير ملتزمة بالحجاب تخرج في الغالب متبرجة.
2- اتباع الشهوات وحب التقليد, فكثير من نساء المسلمين ينظرن إلى النساء الكافرات وهن في زينتهن نظرة إعجاب فيقودهن ذلك إلى تقليدهن, وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه . قلنا: يا رسول الله؛ اليهود والنصارى ؟ قال: فمن. متفق عليه.
3- الجهل بأحكام الدين وتكاليف الشريعة، فبعض النساء المسلمات يخيل إليهن من فرط جهلهن أن الالتزام بالدين محصور في الصلاة والزكاة والصيام وسائر الشعائر.. أما أمر اللباس فإنهن فيه بالخيار, فتراهن يخرجن من بيوتهن كاسيات عاريات مائلات مميلات وربما كنّ - مع هذا – محافظات على الصلاة وتلاوة القرآن والحج والعمرة, وهذا من الجهل العظيم فإن الحجاب فرض عظيم من فرائض الدين ومن أنكر وجوبه كفر وفارق جماعة المسلمين, وقد بينا أدلة وجوبه في الفتوى رقم: 4470.
4-أما السبب الرئيس وراء هذه المعصية المنكرة فهو ضعف دين المرأة وقلة يقينها, ولو أنه قوي وقار الله في قلبها وعظمت أوامره لما أقدمت على هذا الفعل، والغالب أنها ما تقدم على هذه المعصية إلا بسبب ذنوب سلفت منها فحرمها الله عز وجل بهذه الذنوب بركة الحجاب والعفة, وأسلمها ذنبها إلى أعدائها من شياطين الجن يتلاعبون بها ويسلمونها سلعة رخيصة إلى شياطين الإنس في الشوارع والطرقات يقلبونها بأبصارهم ظهرا لبطن, ولو أنها عزّت عليه سبحانه لصانها عن مثل هذا .
وصدق الحسن البصري رحمه الله حيث قال: هانوا عليه فعصوه، ولو عزّوا عليه لعصمهم.
والله أعلم.