الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يعينكم على حفظ كتابه، وأن يجعلنا وإياكم من الذين يتلونه حق تلاوته.
وقد بينا فضل قراءة القرآن ومدارسته والاجتماع على تلاوته، وبعض الأحكام والآداب المتعلقة بذلك، فنرجو أن تطلع عليها في الفتاوى التالية أرقامها: 97472، 26773، 27933، 46216.
وبخصوص الأخطاء التي قد تصدر من بعض القارئين، فلا ينبغي أن تكون مانعة من تلاوة القرآن أوعائقا عن تعلمه، فصاحبها معذور ومأجورعند الله تعالى إذا بذل وسعه في تعلم القرآن، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهوعليه شاق له أجران.
ولذلك فإن على هؤلاء الإخوة ـ كما ذكرت ـ أن يحاولوا ويبذلوا جهدهم في إصلاح ما يقعون فيه من أخطاء حتى يصلوا إلى درجة الماهر بالقرآن، ولا يتركوا قراءة القرآن خشية الوقوع في الأخطاء، فقد روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده.
وقال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: عليكم بهذا القرآن، فإنها مأدبة الله، فمن استطاع منكم أن يأخذ من مأدبة الله فليفعل، فإنما العلم بالتعلم.
والله أعلم .