الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 2453، أن العلمانية مذهب كفري محادّ لله ورسوله، لا يرضى المنتسبون إليه الانقياد لله ورسوله، ويريدون أن يحصروا الدين في علاقة خاصة بين العبد وربه لا تتعدى حدود المسجد، بينما ينظمون الحياة وفق مناهج أرضية أفرزتها زبالة عقول البشر ـ سواء من الشرق أو الغرب ـ وقد استعملهم الاستعمار الصليبي وجعلهم وكلاء له في بلاد المسلمين بعد خروجه منها، وسلمهم وسائل الإعلام بأنواعها لينشروا في أبناء المسلمين مناهجهم المنحرفة.
وإنما يشتد خطر أولئك العلمانيين من كونهم يدَّعون الإسلام ويتسمَّون بأسماء إسلامية، مما يجعل خطرهم على الأمة الإسلامية أعظم من خطر الكافر الأصلي، ولذا نبه الله تعالى على خطر فتنتهم وفضحهم في مواضع من كتابه الكريم، ومن ذلك ما جاء في سورة التوبة ومطلع سورة البقرة، حيث قال سبحانه: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّار ِ{النساء:145}.
والواجب الأخذ على يد هؤلاء العلمانيين، ومجاهدتهم ببيان حالهم وحكمهم بقدر المستطاع، وتحذير أبناء المسلمين منهم ومما يدعون إليه.
هذا، والمقام لا يتسع لبسط الكلام عن هذه الطائفة، ولذا، فإننا نحيلك على كتاب: العلمانية ـ للدكتور سفر الحوالي، وكتاب: مذاهب فكرية معاصرة ـ للشيخ محمد قطب، وكتاب: تطبيق الشريعة وصلته بأصل الدين ـ وكتاب: تطبيق الشريعة ودعاوى الخصوم ـ وكلاهما للدكتور صلاح الصاوي.
والله أعلم.