الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا النظم مثل كثير من أنظام المتصوفة التي لا تخلو غالبا من الغلو أو العبارات التي تحتمل معان صحيحة وباطلة، فمن ذلك قوله: كل ذرّة فيها تجد سرّ ومدد من نوره حبيب الله.
إن كان يقصد بها أن الرسول عليه الصلاة والسلام له تصرف في أمورالكون، فهذا شرك، وانظر الفتوى رقم: 41011، وإن كان يقصد معنى آخر فقد لا يكون ذلك شركا، ولكن ينبغي تجنبه لما يحتمله من معنى فاسد.
وكذلك لم يتبين لنا وجه المراد بقوله: وشيخي إلخ، إن كان يقصد الإقسام به فهذا ـ والعياذ بالله ـ شرك، وانظر الفتوى رقم: 19237.
أما إن كان يقصد السير على درب شيخه فلا بأس بذلك إن كان ذلك الشيخ من أهل السنة الصحيحة، وإلا فلا يجوز مسايرة شيوخ المبتدعة.
وكذلك قوله: ربي يرزقنا رضاه.
يحتمل أن يقصد به رضا ربه، ويحتمل أن يقصد رضا شيخه، فإن كان يقصد رضا شيخه فهذا أيضا من الغلو والخلل في التصور، فإن رضا الله عن العبد يغنيه عن رضا من دونه.
وأما ادعاء رؤية الله جهرة بالعين، فقد سبق في الفتوى رقم: 121588، بيان أن رؤية الله في الدنيا يقظة غير واقعة شرعا.
وأما ما أشار إليه من منازل الذكر والسماع والجمع والفناء والسُكر والعشق، فهذه اصطلاحات معروفة عند المتصوفة، وكثيرا ما تراد بها معان باطلة، وبالتالي فالصواب تجنبها، ولمعرفة الكلام على تلك المنازل تفصيلا يراجع كتاب مدارج السالكين لابن قيم الجوزية.
والخلاصة أن هذه الكلام فيه ما هوغير مشروع، بل قد يكون شركا، وسائره أقل ما يقال عنه أنه مما ينبغي تجنبه لما يشتمل عليه من غموض ومن احتمالات فاسدة.
والله أعلم.