الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالزنا معصية شنيعة وكبيرة من الكبائر ثبت التحذير منها والتشنيع على فاعلها فى رمضان وغيره، قال تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32}.
وقال صلى الله عليه وسلم:لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. متفق عليه.
وتحريم الزنا أمر مجمع عليه عند أهل العلم قاطبة لا فرق في ذلك بين المالكية وغيرهم.
قال القرطبي المالكي في تفسيره: والزنا من الكبائر، ولا خلاف فيه وفي قبحه لا سيما بحليلة الجار، وينشأ عنه استخدام ولد الغير واتخاذه ابنا وغير ذلك من الميراث وفاسد الأنساب باختلاط المياه. انتهى.
ولا شك أن رمضان شهر عظيم ينبغي أن يستغل في التنافس في الأعمال الصالحة من صيام وقيام وإنفاق، أما الزنا فيه فهو أشد عقوبة وإثما من الزنا فى زمان آخر، لأن المعصية يعظم إثمها بحسب الزمان والمكان، كما يعظم ثواب الطاعة كذلك، قال النفراوي المالكي فى الفواكه الدواني: وإنما خص رمضان بالذكر وإن شاركه غيره في هذا، لأن المعصية فيه أشد، إذ المعاصي تغلظ بالزمان والمكان، فمن عصى الله في الحرم أعظم حرمة ممن عصاه خارجا عنه، ومن عصاه في مكة أعظم حرمة ممن عصاه في خارجها. انتهى.
وقال ابن مفلح الحنبلي فى الآداب الشرعية: زيادة الوزر كزيادة الأجر في الأزمنة والأمكنة المعظمة.
قال الشيخ تقي الدين: المعاصي في الأيام المعظمة والأمكنة المعظمة تغلظ معصيتها وعقابها بقدر فضيلة الزمان والمكان. انتهى كلامه، وهو معنى كلام ابن الجوزي وغيره.
والواجب على الشخص المذكور أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى ويجتهد في الإكثار من الاستغفار والإقبال على الطاعات فيما بقي من هذا الشهر الكريم لعل الله تعالى يتقبل توبته ويمحو عنه ما ارتكب من كبيرة أثناء هذا الزمن الفاضل الذي يضاعف فيه ثواب الطاعة وإثم المعصية كما ذكرنا.
والله أعلم.