الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان أبوك فقيراً ولا يقدر على الكسب فالواجب عليكم -أنت وأخوتك - أن تنفقوا عليه بالمعروف، إذا كنتم تجدون ما يزيد عن حاجتكم الأصلية، قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن نفقة الوالدين الفقيرين الذين لا كسب لهما ولا مال واجبة في مال الولد. المغني لابن قدامة.
والذي يلزمكم في هذه الحال أن تنفقوا عليه ما يحتاجه بالمعروف، ولا يلزمكم أن تدفعوا إليه كل ما تحصلون عليه لينفق هو على البيت، وإنما له عليكم من النفقة ما يحتاجه بالمعروف، أما ما يزيد على حاجته فلا يلزمكم ومن باب أولى ما ينفقه على التدخين فلا يجوز لكم إعانته عليه، ويجب عليكم نصحه بالتوبة منه، وانظر في شروط جواز أخذ الأب من مال ولده الفتوى رقم: 112088.
أما أمك فلا يلزمها أن تنفق على والدكم شيئاً، وما تكسبه من عملها فهو حق خالص لها، وقد أحسنت بصبرها على عسرة والدكم وعدم إنفاقه عليها، وما يفعله الوالد من سبها وضربها دون مسوغ فهو ظلم وسوء عشرة ينبغي عليكم أن تناصحوه برفق وتخوفوه من الله، مع عدم التقصير في بره وطاعته في المعروف.
والله أعلم.