الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأحسن الله عزاءك في زوجك وجزاك الله خيرا في حرصك على رضا ربك، ونسأله سبحانه أن يكتب لك رضوانه إلى يوم القيامة بسبب رضا زوجك عنك.
وننصحك بأن تهوني على نفسك وأن لا تجعلي التفكير في أمر لم يحصل بعد مثارا للقلق، ونوصيك بالتفاؤل بأن الله تعالى سيرزقك رجلا صالحا ترضين عنه ويرضى عنك، وأكثري من دعائه أن يحقق لك ذلك فهو القائل سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ . {غافر:60}.
ولو قدر لك الزواج من رجل آخر فاحرصي على رضاه وطاعته في المعروف امتثالا لأمر الله تعالى.
واعلمي أن رضا الزوج المذكور في الحديث هو الزوج الأخير فقد انقطع أمره بتزويجك من ثان.
وإذا حدث أن غضب عليك هذا الزوج الأخير في بعض المرات فاحرصي على كسب رضاه، روى النسائي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول والله لا أذوق غمضا حتى ترضى.
وإذا مات هذا الأخير وهو غاضب عليك من غير سبب منك فلا يلحقك من ذلك شيء، وإذا تسببت في إغضابه فعليك أن تكثري من الدعاء له بخير حتى يرضيه الله عنك.
وحاصل الأمر أنه أمر مفترض فقد لا يحدث فنكرر ما ذكرناه سابقا من عدم الاهتمام له بحيث يصير مصدرا للقلق.
ثم إننا نرشدك إلى عدم تأخير الزواج قدر الإمكان فالأعمار محدودة وأسباب الفتن كثيرة، والدراسة لا تتعارض مع الزواج، فبادري إليه إذا تيسر ذلك.
والله أعلم.