الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه ليس عندنا ما يجزم به في هذا الأمر إلا أنه قد ثبت في نصوص الوحيين ما يفيد إمكانية ظهورالملائكة لبعض الناس في صورآدميين، فقد جاء الملائكة إلى إبراهيم ولوط في صورة بشر، وجاء جبريل إلى مريم في صورة بشر، كما قال تعالى: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ {الذاريات: 24-28}.
وقال: وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ {العنكبوت: 33}.
وقال تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا {مريم: 16-19}.
وثبت في الأحاديث رؤية بعض الأفراد لهم، كما قدمنا في الفتويين رقم: 62515، ورقم: 67492.
وقد يظهر للإنسان بعض مسلمي الجن فيدلونه على الخير، وقد يظهر الشيطان في شكل ناصح ليغوي الناس والأمر على كل ليس عندنا ما يمكن الجزم به في شأنه، إلا أنه مادام الظاهر يصحح لك القرآن فنرجو أن يكون خيرا فلا تنقطع عن تلاوة القرآن، وراجع للتحصن من الأشرار والشياطين وإبعادهم عنك، وللاطلاع على إمكانية ظهور الجان الفتاوى التالية أرقامها: 58076، 63010، 33860، 69588، 8349، 66558.
والله أعلم.