الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيظهر أنك مصابة بشيء من الوسوسة فالذي ننصحك به هو الإعراض عن هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتوى رقم: 51601، وهذه الإفرازات التي وصفت في سؤالك الظاهر أنها مما يعرف عند العلماء برطوبات فرج المرأة وهي طاهرة على الراجح فلا يلزم تطهيرالبدن ولا الثياب منها، ولكنها ناقضة للوضوء، وإذا كانت دائمة الخروج بحيث لا يعلم أنها تتوقف وقتا يتسع لفعل الطهارة والصلاة فحكمها حكم السلس، فيجب على المرأة أن تتوضأ لكل صلاة بعد دخول الوقت وتصلي بوضوئها ذاك الفرض وما شاءت من النوافل، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 110928، ولمعرفة صفة مني المرأة والفرق بينه وبين المذي أو الإفرازات الأخرى، انظري الفتويين رقم: 45075، ورقم: 58570، وبمراجعة هذه الفتاوى يتبين لك أن السائل الذي ذكرته لا تنطبق عليه صفات المني الموجب للغسل ومادمت لا تتيقنين أنه قد خرج منك المني الموجب للغسل فلا يجب عليك غسل، وإنما يجب عليك الوضوء، لأن الظاهر أن هذا الذي يخرج منك هو رطوبات الفرج وهي ناقضة للوضوء على ما قدمنا، وأما صيامك فصحيح على كل حال حتى على فرض أن الذي خرج منك هو المني الموجب للغسل، لأن الاحتلام لا يفسد الصوم، وانظري الفتوى رقم: 111866، وقد بينا أن من شك، هل ما خرج منه هو المني أو المذي؟ فإنه يتخير بينهما عند بعض أهل العلم، وهذا هو الأرفق بالموسوس، وإذا تردد الشك بين ثلاثة أشياء لم يجب الغسل، وانظري الفتويين رقم: 64005، ورقم: 104809.
والله أعلم.