الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأول ما ننصحك به هو المحافظة على الصلاة فلا شكّ أن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان، ولا حظَّ في الإسلام لمن تركها، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، ولمعرفة ما يعينك على المحافظة عليها راجع الفتوى رقم: 3830.
وإذا كان أخوك تاركاً للصلاة فلا عجب أن تصدر منه هذه الأفعال فإنّ من ضيّع حقّ الله فهو لحقّ غيره أضيع.
أمّا عن مقاطعتك له فإن كان ذلك لما يلحقك من ضرر منه فلا حرج عليك في المقاطعة.
قال الحافظ أبو عمر ابن عبد البر: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه. فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى.
وأمّا عن حكم مقاتلتك له، فلا يجوز لك ابتداء مقاتلته لكن إذا قاتلك فدفعت عن نفسك فلا حرج عليك ويدفع بالأخف فالأخف ومن ذلك الفرار منه ولو لم يندفع إلّا بقتله فقتله هدر، فعنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِى؟ قَالَ: فَلاَ تُعْطِهِ مَالَكَ . قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِى؟ قَالَ: قَاتِلْهُ. قَالَ :أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِى؟ قَالَ: فَأَنْتَ شَهِيدٌ. قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: هُوَ فِى النَّارِ. رواه مسلم.
وينبغي أن تداوم على نصحه بالكلمة الطيبة ما استطعت، وتستعين بأهل الخير ليناصحوه ويأخذوا بيده إلى طريق الهداية والصلاح .
والله أعلم.