الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرت من سلوك أخيك مع والده هو من أعظم درجات العقوق وأبلغ أنواع الإساءة، وذلك بلا شك من أكبر الكبائر وأشنع المنكرات، فالواجب عليكم نصح هذا الأخ وتخويفه عاقبة العقوق، فإذا لم ينتصح فلا إثم عليكم في مقاطعته، بل إنّ مقاطعته قد تجب عليكم إذا تعينت طريقاً لاستصلاحه، وكذلك يجوز لكم مقاطعته إذا كان في صلته ضرر عليكم، لكن الأولى صلته مع مداومة نصحه إذا كنتم ترجون صلاحه وتوبته، وانظري الفتوى رقم: 22411.
أمّا إذا كان هذا الأخ قد تاب إلى الله و ندم على أفعاله السابقة، فلا يجوز لكم مقاطعته فإنّ التوبة تمحو ما قبلها. وفي هذه الحال إذا أمركم أبوكم بمقاطعته فلا تلزمكم طاعته في ذلك، فإنّ الطاعة إنّما تكون في المعروف.
والله أعلم.