الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس جميعاً ـ الرجال منهم والنساء ـ إلى الإسلام وإلى فعل الخيرات وترك المنكرات، وقد أنذر عشيرته الأقربين ـ رجالاً ونساء ـ ودعا قريشاً كلها إلى الإسلام، ودعا القبائل في مواسم الحج وغيره، هذا على وجه العموم.
أما على وجه الخصوص، فقد ثبت أنه دعا بعض زوجاته كخديجة ـ رضي الله عنهاـ ودعا بعض محارمه، ففي مغازي الواقدي: قال أبو حصين: وقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم إحدى نساء بني سعد بن بكر - إما خالة أوعمة - بنحي مملوء سمنا وجراب أقط فدخلت عليه وهو في الأبطح، فلما دخلت انتسبت له فعرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاها إلى الإسلام فأسلمت وصدقت ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبول هديتها، وجعل يسائلها عن حليمة فأخبرته أنها توفيت في الزمان، قال: فذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سألها: من بقي منهم؟ فقالت: أخواك وأختاك، وهم والله محتاجون إلى برك وصلتك، ولقد كان لهم موئل فذهب، وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين أهلك؟ فقالت: بذنب أوطاس، فأمر لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بكسوة وأعطاها جملا ظعينة وأعطاها مائتي درهم، وانصرفت وهي تقول: نعم والله المكفول كنت صغيراً، ونعم المرء كنت كبيراً عظيم البركة. انتهى. أما دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة كافرة أجنبية بعينها فلم نطلع على ذلك.
والله أعلم.