الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شيء عليك في فسخ الخطبة ورفض الشروط التي اشترطها عليك أهل خطيبتك، وليس ذلك ظلما ، وأمّا الحديث الذي ذكرته فهو حديث صحيح رواه ابن ماجه والنسائي والحاكم، وبهذا المعنى وردت أحاديث أخرى في الصحيحين وغيرهما تفيد أنّ برّ الوالدين مقدم على الجهاد غير المتعين، وأنّ سفر الولد لهذا الجهاد لا يجوز بغير إذن والديه، وذلك لأنّ السفر للجهاد مظنة الهلاك، أمّا السفر الآمن للتجارة ونحوها فهو جائز بغير إذن الوالدين.
قال ابن نجيم (الحنفي): وَأَمَّا سَفَرُ التِّجَارَةِ وَالْحَجِّ فَلَا بَأْسَ بِأَنْ يَخْرُجَ بِغَيْرِ إذْنِ وَالِدَيْهِ لِأَنَّهُ ليس فيه خَوْفُ هَلَاكِهِ. البحر الرائق.
وعلى كلّ حال أنت قد سافرت بإذن أمّك فلا حرج عليك، ولا تأثم بتركها ما دمت قد تركت معها من يقوم برعايتها بعد سفرك.
أمّا وجودك معها حال الاحتضار فلا نعلم له أثرا على التخفيف عنها، و إنّما تختلف سكرات الموت حسب حال العبد من الإيمان والعمل الصالح، وقد يشدّد على المؤمن في السكرات زيادة في حسناته أو تكفيراً لسيئاته. وانظر الفتوى رقم: 71977.
واعلم أنّ برّك بأمّك ممكن بعد موتها وذلك بالدعاء لها والصدقة عنها وصلة الرحم من جهتها.
ولا أثر لموت أمّك على رزقك، فالرزق يبسطه الله ويقدره بعلمه وحكمته سبحانه، لكن التقوى و صلة الرحم من أسباب البركة في الرزق، كما أنّ الذنوب من أسباب الحرمان من الرزق، وانظر الفتوى رقم: 64270
وننبهّك إلى أنّ قولك :( شاءت الأقدار) خطأ، والصواب : شاء الله، أو: قدّر الله.
والله أعلم.