الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمهما كان حال الوالد من الظلم والتقصير في حق أولاده، فإن ذلك لا يسقط حقه في البر والطاعة في المعروف فقد أمر الله بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين اللذين يأمران ولدهما بالشرك، قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ { لقمان:14}.
فالواجب على هذه البنت أن تصل أباها وتطيعه في المعروف، وينبغي لأمّها أن تأمرها بذلك وتعينها عليه، وتبين لها أنّ صبرها على ما لاقته من جحود أبيها مع إحسانها إليه سبيل لنيل مرضاة الله، ولن يضيع أجرها أبداً، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}.
والله أعلم.