الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننبهك أولاً إلى أن الخاطب حكمه حكم الأجنبي عن الفتاة التي خطبها ما دام لم يعقد عليها، وقد سبق بيان حدود تعامل الخاطب مع خطيبته في الفتوى رقم: 8156.
أما عن سؤالك، فإن العين حق، فعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا. رواه مسلم في صحيحه.
لكن لا ينبغي المبالغة في الخوف من ذلك أو نسبة كل أمر إلى أثرها، وإنما يحتاط المسلم لدفع ذلك بالأذكار المسنونة مع التوكل على الله، وإذا أصيب بشيء فعلاج ذلك ميسور بالرقى المشروعة كما بيناه في الفتوى رقم: 3273.
أما وقد ذكرت أنكما قد حدث منكما تكاسل في أداء الفرائض فذلك أمر خطير يجب تداركه والمبادرة إلى التوبة منه، ولتعلمي أن ذلك سبب للبلاء، فقد قيل: لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ. {الشورى:30}.
وقال ابن القيم: ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب ولا حلت به نقمة إلا بذنب. الجواب الكافي.
فعليكما بتجديد التوبة إلى الله والمحافظة على الفرائض واجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة، حتى يصلح الله أمركما، قال الله تعالى: ... إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ.. {الرعد:11}.
والله أعلم.