الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنتم في اجتنابكم الأكل من ذبائح أهل اليابان، لأن ذبيحة المشرك حرام إلا الكتابي، لقوله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ {المائدة: 5}.
ويشترط لحل ذبيحة أهل الكتاب: أن لا يكون الذابح أهلَّ بذبحه لغير الله، فإن سمى عند ذبحه المسيح أوعزيرا أوغيرهما حرمت ذبيحته، قال تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ {المائدة: 3}.
وأن يكون ذبح بطريق الذبح الشرعية، وهي في البقر والغنم والطيور: بقطع الودجين والحلقوم، وفي الإبل: النحر وهو: الطعن عند اللبة.
وبناء على هذا، فإذا كانت اللحوم مستوردة من دول أهل الكتاب ولم يغلب على الظن اختلال الشرطين المذكورين، فإنه يجوز أكل هذه اللحوم، أما إذا اختل شيء من ذلك، لم يجز أكلها.
والأحوط للمسلم أن يقتصر في مثل هذه الحالة على الأسماك وما تيقن من تذكيته من الحيوانات المباحة، لقوله عليه الصلاة والسلام: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. رواه الترمذي والنسائي وأحمد والحاكم.
وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 2437، 1005، 46369 .
والله أعلم.