الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المسلم يتعين عليه في الدعاء أن يحسن الظن بالله تعالى ويسأله موقنا بالإجابة، فقلوب العباد بيد الله تعالى يقلبها كيف يشاء، يهدي من يشاء ويضل من يشاء، ففي الحديث: إذا سأل أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه. رواه ابن حبان، وصححه الألباني
وفي الحديث: أنا عند ظن عبدي بي. متفق عليه.
وفي رواية لأحمد: أنا عند ظن عبدي بي، فإن ظن بي خيرا فله، وأن ظن بي شرا فله.
وفي الحديث: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه.
رواه الترمذي.
وفي الحديث: إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه. متفق عليه.
وبناء عليه، فننصحك أن تعلي همتك وتسألي الله بالعزم أن يهدي جميع إخوانك فهو الهادي القادر المجيب دعاء من دعاه وبناء عليه، فيجب عليك التخلص من هذه الشكوك التي ذكرت فادحضيها بكثرة التأمل والمطالعة في نصوص الوحيين التي تبين قدرة الله تعالى واستجابته لمن سأله وأنه لا يعجزه شيء في السموات ولا في الأرض، وأن قلوب العباد بيده يقلبها كيف يشاء فهو سبحانه يهدي من يشاء ويضل من يشاء لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا راد لما قضى.
ولعل الشبهة إنما جاءتك بسبب اعتقادك أن الخلق لن ينالوا الهداية جميعا وأنه لا بد من امتلاء كل من الجنة والنار، ولكن هذا لا يعني أن نفس الأسرة سيفترق أبناؤها ما بين مهتد وضال، بل قد يهدي الله سبحانه وتعالى ـ كما هو مشاهد واقعيا ـ جميع أفراد بعض الأسر، ويضل جيمع أفراد بعض الأسر، وعلي كل، فهذه الوساوس لا تخرجك من الإيمان، ولكن عليك دفعها والتشاغل عنها بما ينفعك.
والله أعلم.قد تهتككك