الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الصدقة الجارية هي الوقف، والوقف: ما حبس أصله وسبلت منفعته كبناء المساجد والمدارس والمستشفيات، وهومن أفضل القربات، لأنه مما يستمر ثوابه ويلحق أجره لصاحبه بعد موته وانقطاع عمله في هذه الحياة، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث، إلا من صدقة جارية، وعلم يتفع به، وولد صالح يدعو له. رواه مسلم.
وانظري الفتويين رقم: 43607 ، ورقم: 55463.
وأما النفقة على الأهل فلا شك في فضلها وعظم أجرها ـ إذا ابتغي بها وجه الله تعالى ـ وخاصة إذا كانت من النفقة الواجبة، فإنها تكون من أعظم القربات، فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه. رواه البخاري.
والنفقة على الأقارب فيها أجران: أجر الصدقة، وأجر الصلة، وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها. الحديث.
ومع فضل هذا النوع من الصدقة، فإنه لا يعتبر من الصدقة الجارية لذهاب أصله، لأن الصدقة الجارية هي ما تصدق بمنفعته مع بقاء أصله كما أشرنا.
والله أعلم.