الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن يوسف عليه الصلاة والسلام قد أعطي شطر الحسن كما في حديث مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء: فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم إذا هو قد أعطى شطر الحسن. وفي رواية للبيهقي والطبري: فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله قد فضل الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وطالع تفسير ابن كثير في شأن إعجاب امرأة العزيز ونسوة في المدينة بحسنه.
وأما سؤال رؤيته في المنام فهو مشروع ولا يحتاج للاستخارة.
وأما دعوة يعقوب فلم نطلع على نص من نصوص الوحي في شأنها، والذي يغلب على الظن أنه كان يواصل دعوته دائما إذ في حديثه مع بنيه يحدثهم دائما عن الله تعالى.
ولم نطلع كذلك على نص يفصل في الصفات الخلقية ليوسف عليه السلام، وينبغي للمسلم أيضا أن يتأمل في أخلاق يوسف وعفته ونشاطه في الدعوة في السجن وتمسكه بدينه واهتمامه بالتوحيد والحض على التمسك به.
فالنظر في مثل هذه الأمور لاتباع يوسف والاقتداء به فيها أمر مهم جدا، فهو من الأنبياء الذين قال الله فيهم: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ. {الأنعام:90}.
والله أعلم.