الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصحك به هو أن تعرضي عن الوساوس جملة فلا تلتفتي إلى شيء منها. فإن شككت هل أحدثت أو لا؟ فالأصل أن طهارتك باقية، وإن شككت هل زدت في صلاتك أو نقصت فلا تلتفتي إلى الشك وامضي في صلاتك، وهكذا فافعلي في كل ما يعرض لك من الوساوس حتى يمن الله عليك بالعافية من هذا الداء العضال.
وأما عن شكك فيما يخرج منك من الإفرازات فعليك أن تجتهدي في التعلم لضبط أنواع هذه الإفرازات وصفات كل منها وهي بحمد الله واضحة، وقد بينا أنواع الإفرازات الخارجة من فرج المرأة وحكم كل منها في الفتوى رقم: 110928 وبينا الفرق بين مني المرأة ومذيها في الفتوى رقم: 45075 . فإذا لم تستطيعي التمييز لنوع الخارج منك وشككت هل هذا الخارج مذي أو مني؟ فإنك تتخيرين بينهما وهذا هو مذهب الشافعي، ولا شك في كونه أوفق بالموسوس، وانظري الفتوى رقم: 64005 وعليه؛ فإنه لا غسل عليك إن اخترت جعل هذا الخارج المشكوك فيه مذيا وإنما يلزمك تطهير الثوب والبدن من المذي والوضوء، وإن شككت بين ثلاثة المذي والمني والودي فأولى ألا يجب عليك الغسل، وانظري الفتوى رقم: 66855. وإذا استيقظت فوجدت بللا فإن تيقنت أنه مني وجب عليك الغسل، وإن شككت هل هو مني أو مذي؟ فإنك تتخيرين في جعله منيا أم مذيا كما هو مذهب الشافعية، وعند الحنابلة تفصيل آخر فانظريه في الفتوى رقم: 118140.
والله أعلم.