الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه الصورة المسئول عنها تكتنفها عدة محاذير شرعية يكفي أحدها في عدم جوازها، فكيف إذا اجتمعت؟ وهذه المحاذير هي:
1ـ أن الواجب على هذا المدير أن يلتزم بشروط ولوائح العمل، وأن يسعى في تحصيل مصلحة الشركة التي يعمل بها، ولا يجوز له أن يحابي بهذه الصفقات أو يشتري من نفسه، وإعطاؤك هذه الصفقات لأنك تقوم بعمل كثير له في المؤسسة فيه محاباة لك على حساب مصلحة الشركة، فالمفترض أن يعرض الصفقات على الممولين كما ذكرت ويختار أقلهم سعرا مع الجودة المطلوبة، أما تجاوز ذلك والسماح بإحضار فواتير شكلية وغير ذلك مما ذكر، فإن هذا غير جائز وهو من الخيانة للشركة، ولا يجوز لك أن تتعاون معه في ذلك.
2ـ أن عمل الفواتير الشكلية من الكذب والغش المحرمين، كما لا يجوز إعطاء صاحب السجل التجاري مالاً مقابل السجل التجاري، وراجع في هذا الفتوى رقم : 59664.
3ـ أن حكمك في العمل لدى الشركة المذكورة حكم الأجير الخاص، ومن أحكام الأجير الخاص أنه لا يجوز أن يعمل أثناء الدوام لمصلحته الخاصة، لأن وقته ملك لجهة العمل، فلا يحق له أن يعمل في أوقات الدوام لغير صاحب العمل إلا بموافقته، ويستثنى من ذلك ما استثناه الشرع كالصلوات الخمس مع شروطها وسننها المؤكدة، أو ما استثناه العرف كأوقات الأكل والشرب وقضاء الحاجة ونحو ذلك، أو ما استثنى بشرط فلا يجوز لك القيام بهذه المعاملات وأخذ أجر على ذلك في وقت الدوام، إلا بإذن جهة العمل. وتكليف المدير لك بالعمل المذكور خارج عملك الواجب خارج عن صلاحيات المدير ومسئولياته.
والله أعلم.