الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ولا يخفى أنّ تبرج النساء ومخالطتهنّ للرجال على الوضع الشائع في هذه المجتمعات، من أعظم المفاسد ومن أشدّ الأمراض التي تفت في عضد الأمة وتنخر في عظامها، كما أنّ النساء اللاتي يخرجن متبرجات ويفتنّ الرجال إثمهن عظيم، فقد قال فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا. صحيح مسلم.
وعَنْ أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا اسْتَعْطَرَتِ الْمَرْأَةُ فَمَرَّتْ عَلَى الْقَوْمِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِىَ كَذَا وَكَذَا ـ وعند النسائي: فهي زانية.
قال المباركفوري: لأنها هيجت شهوة الرجال بعطرها وحملتهم على النظر إليها، ومن نظر إليها فقد زنى بعينيه فهي سبب زنى العين فهي آثمة.
فالواجب عليك مداومة نصح زوجك برفق وحكمة بالحرص على التزام حدود الله واجتناب مواضع الفتن ومواطن الريب مع الاعتصام بالله، أمّا عن الدعاء فلا نعلم دعاء مخصوصاً في الشرع لمثل حالك، لكن الدعاء ينفع بإذن الله في كل مطلوب مشروع، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}.
واعلمي أنّ أعظم ما يعينك على شفاء صدرك وطمأنينة نفسك: كثرة الذكر، فإنّ للذكر أثراً عظيماً يغفل عنه كثير من الناس، وانظري في فوائد الذكر الفتوى رقم : 95545.
كما ننصحك ـ أيتها الأخت الفاضلة ـ بالاعتناء بالتجمل لزوجك وحسن التبعل له حتى يجد منك ما يغنيه عن التطلع إلى النساء، نسأل الله تعالى أن يصلح سائر شؤونك.
والله أعلم.