الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمني يمكن تمييزه عن المذي بسهولة ويسر إذ أن المذي شفاف ولزج ويخرج عند التفكير في الشهوة أو رؤية ما يثيرها، لكن لا يشعر الإنسان بلذة عند خروجه، وقد يخرج من غير أن يشعر به صاحبه، وأما المني بالنسبة للمرأة فإنه أصفر ورقيق، كما في الحديث: إن ماء الرجل غليظ أبيض، وماء المرأة رقيق أصفر. رواه مسلم. ويخرج بلذة، وانظري الفتوى رقم: 110007 ، عن كيفية التمييز بين المني والمذي وعن حكم من لم يستطع التمييز بين المني والمذي ماذا عليه؟.
وكون السائلة دائمة الشكوك كما ذكرت قد يدل على أنها مبتلاة بالوسوسة، فإن كانت تشك هل خرج منها شيء أم لا؟ فلا تلتفت إلى تلك الشكوك، والأصل صحة الصوم والطهارة ولا يزول هذا الأصل بمجرد الشك، ودين الله يسر لا عسر فيه.
وأما امتصاص الدم فإنه أمر محرم، لأن شرب الدم حرام، ومن امتص الدم وهو صائم فقد فسد صومه ويلزمه إعادة ذلك اليوم إلا أن يكون جاهلاً بالحكم الشرعي، فإنه يعذر لجهله عند كثير من الفقهاء وانظري لذلك الفتوى رقم: 79032 ، بعنوان: هل يفطر من أتى بمفطر جاهلاً؟.
وأما ممارسة العادة السرية، فإنها تفسد صومك إذا كنت قد فعلتها نهاراً وخرج منك المني وكنت عالمة بحرمتها، ولا يبطل الصيام بممارسة تلك العادة السيئة ليلا ولو لم تغتسلي، لكن يجب عليك الاغتسال لتصلي على طهارة، فإن لم تغتسلي وصليت على غير طهارة فصلاتك باطلة، وانظري الفتوى رقم: 113612 ، عن حكم الاستمناء في رمضان، وهل تلزم منه الكفارة؟ وانظري الفتوى رقم: 108903 ، عن حكم من استمنى في رمضان جاهلاً كونه يفسد الصيام.
والله أعلم.