الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا عقد الرجل على المرأة عقداً شرعياً فقد أصبحت زوجته ويترتب على ذلك حل استمتاع كل منهما بالآخر، لكنا ننصح دائماً بالابتعاد عن الجماع وما يقاربه مراعاة لما تعارف الناس عليه من تأخير هذا إلى ما بعد الزفاف، ولأن الشرع قد علق أحكاماً على مجرد العقد كحرمة أم الزوجة على التأبيد بمجرد العقد على البنت، وحرمة المعقود عليها على أبي الزوج تأبيداً. وعلق أحكاماً أخرى على الدخول، كوجوب جميع المهر وإيجاب العدة عليها بالطلاق وغير ذلك.
ثم إن تعجيل الجماع قبل الزفاف قد يؤدي إلى مفاسد، فلو حدث أن افترق الزوجان لسبب ما كالطلاق أو موت الرجل وزوجته حامل منه، فهذا سيوقعها في حرج شديد أمام أهلها والناس، لأن الظاهر للجميع أنه لم يحدث الدخول، ويراجع تفصيل ذلك في الفتويين: 2940، 61470.
وأما ما رأيت من هذا الدم فلا ندري سببه على وجه التحديد فقد يكون ذلك بسبب تهتك غشاء البكارة أو زواله وقد يكون الأمر بخلاف ذلك، لكن الأولى على كل حال أن تخبريه بذلك حتى لا تقعي في حرج مستقبلاً فقد يكون غشاء البكارة قد زال بسبب تصرفه هذا، فإذا حدث الزفاف فوجئ بذلك فيوسوس إليه الشيطان ويلقي في قلبه الظنون والتهم.. أما وقت إخباره فيتوقف على تقديرك، والأولى تعجيل ذلك لأن تأخرك في إعلامه بما حصل قد يؤدي إلى إساءة الظن، إلا إذا رأيت مصلحة راجحة في التأخير.
والله أعلم.