الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت جهة العمل تجبر الموظف على فتح حساب ببنك ربوي فلا حرج عليه في ذلك، وليبادر إلى سحب أمواله ولا يترك شيئا من المال في هذا الحساب ولو كان يسيراً لما في ذلك من الإعانة للبنك الربوي، وإذا حصلت فوائد ربوية فيجب التخلص منها بإنفاقها في مصالح المسلمين أو التصدق بها على الفقراء والمساكين. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 117280.
وإذا كنت محتاجة للعمل فيجوز لك العمل ولو مع نزول مرتبك في بنك ربوي، لكن يجب أن تتحقق الضوابط الشرعية لعمل المرأة، وانظري بيانها في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 522، 3859، 5181، 8972.
واعلمي أن الإقامة في ديار الكفر غير جائزة إلا لضرورة أو حاجة ملحة بشرط أن يتمكن من أقام في هذه البلاد من القيام بأمور دينه وشعائره، فالإقامة ببلاد الكفار من الأسباب الموجبة لفساد الدين وضياع الخلق، وراجعي التفصيل في ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 2007، 7930، 114297.
وعلى العموم إن أمكنك الذهاب إلى والدك والحصول على عمل تتحقق فيه الضوابط الشرعية فهذا أولى إذا تحققت فيه المصلحة الشرعية وكان فيه حفاظ على الدين، ويمكنك التغلب على الوحدة بمصاحبة رفيقات صالحات والتعاون معهن على طاعة الله، والذي ننصحك به على كل حال أن تشغلي أوقاتك فيما ينفعك من طاعة الله وحفظ القرآن وسماع دروس العلم، ونذكرك بما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ.
والله أعلم.