الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن القرآن الكريم لا يجوز أن يغير نظمه الذي نزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم ونقله الصحابة عنه رضوان الله عليهم، وقد نقل القاضي عياض في كتابه الشفاء الإجماع على أن من زاد فيه حرفاً أو نقص منه حرفاً أو بدله بحرف آخر مكانه عامداً يعتبر كافراً، وقد نص الإمام مالك وأحمد رحمهما الله تعالى على المنع من تغيير رسمه الذي كتبه به الصحابة رضي الله عنهم، كما قال صاحب المقرب المبسوط في المرسوم والمضبوط:
الرسم لا يجوز أن يغيرا * عماله خير القرون سطرا
فاحمد بن حنبل ومالك * نصا على اتباعهم في ذلك. انتهى.
وما كتبه السائل حصلت فيه عدة مسائل منها إسقاط الواو في بداية الآية، ومنها تغيير المعنى بجعل قوله تعالى بغير علم متعلقاً بيتخذ إضافة إلى زيادة به، وبناء عليه يتعين التحذير من تطبيق مثل هذه المحاولات في كتاب الله تعالى خوفاً من الوقوع في الإلحاد في كتاب الله تعالى وتحريفه، ويتعين الاشتغال بتلاوة وحفظ القرآن وتدبر معانيه والعمل به والدعوة والإنذار والتذكير به وتحكيمه في جميع شعب الحياة، وراجع في ذلك الفتوى: 6472.
والله أعلم.