الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك ـ أيتها الأخت الفاضلة ـ أن تستمري في مجاهدة نفسك وأن لا تستسلمي لهذا الوسواس الذي يفسد على العبد دينه ودنياه، بل اجتهدي في الإعراض عنه وطرحه وعدم الالتفات إليه، وانظري الفتوى رقم: 51601.
وعليك بمواصلة التداوي ولا تفرطي في ذلك أو تهمليه لتتم نعمة الله عليك بالعافية من هذا الداء، واستعيني بالرقى الشرعية فهي من أعظم العون على شفاء الأمراض، قال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا {الإسراء:82}.
واعلمي أن الصلاة من أسباب الشفاء ـ بإذن الله ـ وليست من أسباب الضيق والغم كما يصور لك ذلك الشيطان، فعليك أن تراغمي شيطانك وتحافظي على صلاتك في وقتها، وليس لك أن تجمعي بين الصلاتين من غير عذر يبيح الجمع.
وأما ما تركته من صلوات فاستغفري الله وتوبي إليه من هذا التفريط، و قضاء هذه الصلوات لازم لك، لأنها دين في ذمتك فلا تبرأين إلا بقضائها، لقوله صلى الله عليه وسلم: فدين الله أحق أن يقضى. متفق عليه.
وانظري الفتويين رقم: 118293، ورقم: 34244، وإنما يلزمك قضاء تلك الصلوات حسب طاقتك وبما لا يضر ببدنك أو معاشك، لأن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وقد قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}.
والله أعلم.