الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه العادة الخبيثة قد سبقت لنا عشرات الفتاوى التي بينا فيها خطرها على دين المرء وأخلاقه وصحته وراجع الفتويين رقم: 7170 , ورقم: 23935 , ففيهما كلام مفصل عن أضرارها وكيفية التخلص منها، وراجع الفتوى رقم: 6995 , ففيها نصائح لمن غلبته شهوته.
ونحن نرى أن سبب ملازمتك هذه العادة القبيحة ـ برغم ما سببته لك من ضرر بدني ونفسي ـ هو ضعف همتك وعزيمتك ولو أنك صدقت الله سبحانه في التوبة منها لوفقك الله وتاب عليك, فلا ينبغي أن تسارع في نسبة الأمور إلى الأسباب الخفية من السحر والجن ونحو ذلك, وإن كان هذا غير مستبعد, ويمكنك على كل حال ملازمة الرقية الشرعية المبينة في في الفتويين رقم: 7151 ، ورقم: 4310.
واعلم أن من يريد النجاة يلزمه أن يسلك الأسباب الموصلة إليها، ونجاتك من هذه العادة أن تشغل وقتك بما ينفع في دينك ودنياك وأن تبادر إلى صحبة الأخيار وملازمتهم وأن تعرض تماما عن التخيلات التي تحفزك لفعلها، فإذا فعلت ذلك ـ مع التضرع بين يدي الله تعالى وسؤاله الإعانة ـ فإنك ستتخلص منها ـ بإذن الله تعالى.
وأما ما تذكره من حساسيتك الزائدة ـ حتى من المواقف السهلة اليسيرة ـ فهذا لا علاج له إلا بالاستعانة بالله جل وعلا واستحضار فضيلة العفو والصفح وترويض نفسك على الحلم والصبر، فإنما الحلم بالتحلم والأخلاق الحسنة تكسب بالتعود.
أما بخصوص النوم على البطن فإنه مكروه، كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 109614 ورقم:5439.
و إذا كان النوم على بطنك يدعوك إلى ممارسة العادة السرية فيلزمك تركه، فتكر ذلك وسيلة من وسائل إقلاعك عن هذه العادة.
والله أعلم.