الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر بعض المفسرين أن شعيباً عليه السلام أرسل إلى أهل مدين وأصحاب الأيكة وذكر أنه عليه السلام كان من أهل مدين ولم يكن من أصحاب الأيكة، فلذلك عبر الله عن أخوته لأهل مدين فقال: وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا. كما في سورة: الأعراف وهود والعنكبوت.
ولم يذكر ذلك في سورة الشعراء، لأن المذكور فيها هم أصحاب الأيكة، فقال تعالى: كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ.
وقيل: إن أصحاب الأيكة هم أهل مدين، ولكنه قال ـ أخوهم ـ لما ذكرهم باسم قبيلتهم، لأنه يشاركهم في نسب القبيلة، ولم يقل أخوهم حين نسبهم إلى الأيكة التي هلكوا بها تنزيها لشعيب عن النسبة إليها، كذا قال ابن جزي في تفسيره. وراجع تفسير النسيابوري وابن كثير وابن السعود والبغوي وأضواء البيان.
والله أعلم.