الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن حقك على زوجك أن يوفر لك مسكناً مستقلاً عن أهله ولا يجوز له أن يرغمك على السكنى معهم.
قال خليل بن إسحاق: ولها الامتناع من أن تسكن مع أقاربه. قال شارحه عليش: لتضررها باطلاعهم على أحوالها وما تريد ستره عنهم وإن لم يثبت إضرارهم بها. انتهى.
ويتحقق هذا المسكن بأن يكون مناسباً لحالكما مستقلاً بشؤونه ومرافقه بحيث تستطيعين فيه الاستقلال بخصوصياتك حتى وإن كان في نفس المكان الذي يسكن فيه أهل زوجك فهذا لا يضر.
أما مسألة تأخير الحمل فهذا فيه تفصيل: فإن كنت تخشين من اضطراب الأمور بينك وبين زوجك بسبب هذه الخلافات وتريدين تأخير الحمل لأجل ذلك فهذا جائز بشرط أن يتم بموافقة الزوج لأن الإنجاب حق مشترك للزوجين لا يجوز لأحدهما أن يستأثر بمنعه، وقد بينا هذا في الفتويين: 119344، 119633.
أما إن صاحب إرادة تأخير الإنجاب نية أخرى كعدم الاستقرار المادي والخوف من الفقر فهذا لا يجوز لما فيه من سوء الأدب مع الرزاق ذي القوة المتين سبحانه وإساءة الظن به وضعف التوكل عليه، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 16524.
وفي النهاية نوصيك بالصبر على أهل زوجك مهما بدر منهم من إساءة لك ففي الصبر عليهم خير كثير لك في دينك ودنياك. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 104987.
والله أعلم.